بعد وفاته المفاجئة بمرض نادر.. ما هي أهم أعمال المخرج سامح عبدالعزيز؟
رحل المخرج سامح عبدالعزيز صباح الخميس عن عمر ناهز التاسعة والأربعين، بعد أن تعرّض لوعكة صحية مفاجئة استدعت نقله إلى أحد المستشفيات، حيث فشلت محاولات الأطباء في إنقاذه، ليسدل الستار على مسيرة فنية امتدت لسنوات طويلة وترك خلالها بصمة مميزة في صناعة الدراما والسينما المصرية.
تميّز عبدالعزيز برؤية إخراجية توازن بين التناول الواقعي والسرد الشعبي، وامتلك أسلوبًا بصريًا لافتًا وقدرة واضحة على إدارة الممثلين باحتراف، خصوصًا في الأعمال التي تتناول قضايا الطبقات المتوسطة والمهمّشة، كما عرف عنه حرصه على دمج البعد الإنساني بخطوط درامية تحتفظ بجاذبيتها الجماهيرية.
قدّم في مسيرته عددًا من الأفلام التي رسّخت اسمه في الذاكرة السينمائية المعاصرة، أخرها "الدشاش" الذي عُرض عام 2025، وتناول حكاية صاحب ملهى ليلي يجد نفسه محاطًا بالعداوات، قبل أن تعصف به أزمة تقلب نظرته للحياة، وشارك في بطولته محمد سعد وزينة وباسم سمرة ونسرين طافش ومجموعة من النجوم.
كما أخرج فيلم "الفرح" عام 2009، الذي صوّر طقوس الأفراح الشعبية وانعكاسها على حياة البسطاء، وجمع في بطولته خالد الصاوي ودنيا سمير غانم، فيما قدّم قبله بعام فيلم "كباريه" الذي سلط الضوء على مصائر شخصيات مختلفة تتلاقى في ملهى ليلي، وحقق وقت عرضه صدى جماهيريًا واسعًا، أما في "الليلة الكبيرة" عام 2015 فقد استعرض مشاهد من قلب مولد شعبي، حيث تتقاطع مصائر الأبطال في يوم واحد، ونال العمل استحسانًا نقديًا لافتًا.
وفي التلفزيون، استطاع عبدالعزيز أن يترك بصمته أيضًا، إذ أخرج مسلسل "بين السرايات" عام 2015، الذي اقترب من حياة سكان حي شعبي معروف بالقاهرة، واستطاع من خلاله أن يعكس تحولات اجتماعية بلغة درامية بسيطة، كما أخرج مسلسل "رمضان كريم" في 2017، الذي رصد تفاصيل الحياة اليومية داخل حي شعبي خلال شهر الصيام، وقدّم من خلاله خلطة درامية تمزج بين البعد الكوميدي والواقع الاجتماعي.
حرص عبدالعزيز خلال مشواره على أن تكون أعماله معبرة عن نبض الشارع، كما حرص على تقديم شخصيات تحمل أبعادًا إنسانية واضحة، وتحديدًا في البيئات الشعبية التي اعتبرها مادة خامًا للدراما والسينما، وظل حتى أيامه الأخيرة يعمل على مشروعات جديدة قبل أن يُفاجأ بمرض لم يمهله طويلًا.
