عاجل| أبو عبيدة بعد كمين بيت حانون: إن نجا جنود الاحتلال اليوم.. فقد يصبحون أسرى في المرات القادمة

نفذت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، عملية ميدانية دقيقة ضد قوة عسكرية إسرائيلية في منطقة بيت حانون شمال قطاع غزة، وألحقت بها خسائر بشرية مباشرة، بحسب ما أعلنه المتحدث العسكري باسم الكتائب، أبو عبيدة، الذي وصف العملية بأنها "ضربة مركبة" أصابت وحدات الاحتلال في عمق مناطق تمشيط ظنها الجيش الإسرائيلي آمنة تمامًا.

وأكد أبو عبيدة، في بيان مقتضب، أن مجاهدي القسام يواصلون خوض معركة استنزاف منظمة ضد قوات الاحتلال المنتشرة في القطاع، موضحًا أن الكلفة البشرية التي يتكبدها العدو تزداد مع مرور الوقت، محذرًا من أن نجاح الجيش الإسرائيلي في سحب بعض جنوده مؤخرًا من "جحيم المواجهات" لا يضمن له النجاة في المعارك القادمة، التي قد تسفر عن وقوع أسرى جدد في قبضة المقاومة.

وفي التفاصيل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن خمسة جنود قُتلوا وأصيب ما لا يقل عن عشرة آخرين، بينهم ضابط كبير، خلال ما وصفته بـ"كمين استثنائي ومعقد" نفذته الفصائل الفلسطينية في بيت حانون، حيث فُقد جندي إضافي في العملية، في حين استهدفت عبوات ناسفة متتالية آليات الإنقاذ التي حاولت التدخل لإخراج المصابين من موقع الاشتباك.

وبحسب ما جرى تداوله، بدأ الهجوم بتفجير عبوة ناسفة في دبابة إسرائيلية، تبعها تفجير ثانٍ في قوة إسناد هرعت إلى المكان، ثم انفجرت عبوة ثالثة أثناء محاولة قوة إضافية تنفيذ إنقاذ سريع، بينما وُجهت العبوة الرابعة والرصاص الحي نحو الجنود الجرحى في محيط التفجير الأول، ما تسبب بفوضى كبيرة في الموقع.

القوة الإسرائيلية المستهدفة تنتمي إلى وحدة "يهلوم" الهندسية، وهي إحدى التشكيلات المتخصصة في مهام الهدم والتفخيخ داخل القطاع، فيما حلقت مروحيات الاحتلال في سماء المنطقة لإخلاء المصابين وسط إطلاق نار كثيف غطى التحركات الميدانية، مع استمرار الحادث ميدانيًا حتى لحظة تحرير الخبر، وفق ما أكدت مصادر إعلامية عبرية.

وأشارت التقارير ذاتها إلى أن دوي الانفجار سُمع في مدينة عسقلان، القريبة من حدود القطاع، بالتزامن مع تصاعد أعمدة الدخان من الآليات العسكرية الإسرائيلية التي اشتعلت جراء الكمين، في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال عمليات بحث ميدانية عن الجندي المفقود.

هذه العملية تأتي في سياق تصاعد العمليات النوعية التي تنفذها الفصائل المسلحة في غزة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث شهد شهر يونيو الماضي ارتفاعًا غير مسبوق في عدد القتلى والجرحى من صفوف الجيش الإسرائيلي، إذ سقط خلاله 20 قتيلاً بين ضابط وجندي، في أكبر حصيلة شهرية منذ بدء العدوان على القطاع.

وفي وقت سابق من يونيو، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابط وستة جنود في مواجهات مباشرة جنوب القطاع، بعد أن أوردت وسائل إعلام عبرية تقارير عن مقتل أربعة جنود وإصابة 17 آخرين في كمين متسلسل بمدينة خانيونس، بينما شهد الأسبوع الأخير تنفيذ ثلاث عمليات متتالية خلال ثلاث ساعات فقط في الشجاعية، أسفرت عن مقتل جندي وإصابة ثمانية آخرين من وحدة "إيغوز" الخاصة، بينهم ثلاثة في حالات خطيرة.

ويعكس هذا التصعيد المتواصل مستوى التحدي الميداني الذي تواجهه قوات الاحتلال في غزة، وسط تزايد المؤشرات على فشل العديد من محاولاتها التقدم الآمن، خصوصًا في المناطق التي ظنت أنها باتت تحت سيطرتها.