الجزيرة مباشر| غارات متواصلة تفتك بسكان غزة.. وتصعيد إسرائيلي يحصد مزيدًا من الأرواح وسط كارثة إنسانية متفاقمة
واصل الطيران الحربي الإسرائيلي صباح الأحد تنفيذ ضربات جوية عنيفة استهدفت المناطق الشرقية لمدينة غزة، بالتزامن مع تصاعد العمليات العسكرية واتساع رقعة القصف، ما أسفر عن دمار واسع وموجات نزوح جديدة بين المدنيين، وفق ما وثقته تقارير ميدانية وشهادات من داخل القطاع.
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في بيانها الصادر اليوم أن عدد القتلى جراء العدوان المستمر منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفع إلى 56,500، إلى جانب 133,419 مصابًا، في حصيلة مرشحة للارتفاع بسبب شدة القصف واستمرار انهيار النظام الصحي.
وسجلت الوزارة منذ 18 مارس 2024، وهو التاريخ الذي أعقب انهيار وقف إطلاق النار الأخير، ما لا يقل عن 6,175 قتيلًا و21,378 جريحًا، في مؤشر على تصاعد كبير في الهجمات منذ ذلك الحين، خاصة مع اعتماد قوات الاحتلال على أسلوب القصف المتتابع واسع النطاق.
ذكرت مصادر فلسطينية أن سلاح الجو الإسرائيلي اعتمد خلال الساعات الماضية على تنفيذ ضربات متتالية بنمط "الحزام الناري" الذي يُنفّذ في محيط المناطق السكنية، وهو أسلوب يستهدف بشكل مباشر البنية التحتية المدنية، ويخلف دمارًا واسعًا في البيوت والمؤسسات الخدمية، ما يفاقم معاناة السكان العالقين تحت الحصار.
ووثق مراسل من داخل غزة سماع دوي انفجارات متتالية في أحياء التفاح والشجاعية والتركمان، تزامنًا مع تصاعد أعمدة الدخان الكثيف، وسط غياب شبه تام لفرق الإسعاف التي تواجه صعوبات هائلة في الوصول إلى المناطق المستهدفة بسبب كثافة النيران.
على مدار الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، استقبلت مستشفيات القطاع 88 جثمانًا و365 مصابًا، في واحدة من أكثر الأيام دموية منذ بداية التصعيد الأخير، بينما باتت المشافي عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الضحايا مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، أفادت وزارة الصحة أن حصيلة الضحايا الذين سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية بلغت 583 قتيلًا و4,186 مصابًا، بينهم 18 قتيلًا و41 جريحًا فقط خلال الساعات الماضية، في وقائع توصف بأنها مجازر متكررة بحق مدنيين عزل.
ووجّهت الوزارة تحذيرات جديدة بشأن الاستهداف المتكرر لنقاط توزيع الإغاثة، مشيرة إلى أن قوافل المساعدات باتت تُقصف بشكل مباشر، في تجاهل فاضح لكل القوانين الدولية التي تحظر ضرب الإمدادات الإغاثية أو تعريض المدنيين الباحثين عن الغذاء للخطر.
