الفجر نيوز
الجمعة 2 مايو 2025 09:04 مـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
الفجر نيوز

مقالات ورأى

أحمد الخميسي يكتب: المواهب التي تنكسر على الطريق

أحيانا تؤرقني أسئلة لا علاقة لها بالشأن العام ولا حتى بدوائر الاهتمامات المشتركة، ومن ثم أتردد في الكتابة عنها، ثم أغامر أحيانا بعرض تلك الخواطر، ربما أجد من يقاسمني إياها. من تلك الأسئلة موضوع المواهب العظيمة التي تعلو وترتفع لكنها لا تواصل التحليق، وإذا بها تنكسر، وتنزوي على غصن هزيل، على حين كانت السماوات كلها مفتوحة لها. إحدى تلك المواهب المطرب كمال حسني صاحب الصوت الجميل والوجه المريح الذي لم يكن يعرفه أحد ثم شق طريقه إلى الشهرة عام 1955 بفيلم ربيع الحب مع شادية، وأثبت أن صوته جميل ومعبر، لكنه بعد ذلك الفيلم الوحيد هاجر إلى لندن وظل هناك يشتغل في التجارة ثم عاد الى مصر في التسعينيات وتوفي في أبريل 2005 في صمت تام، ولم يترك سوى أغنيتين مازلنا نسمعهما: غالي عليه، و أغنية لو سلمتك قلبي مع شادية. بدأ من القمة وعمره 29 سنة وانفتحت أمامه كل أبواب الإبداع والتألق على مصراعيها، لكنه انطفأ وابتلعه الظل خمسين عاما كاملة وهو موهوب وذو صوت معبر حساس. نحن على دراية بالقوانين التي تحكم مسيرة الفنانين الناجحين، لكننا لا نعرف شيئا عن الظروف والأسباب التي تخمد النجوم بموجبها، ربما لأن للنجاح قوانين مشتركة أما الفشل فإن لكل حالة قانونها الخاص. أتأسى كثيرا حين أتذكره ، وأحاول أن أتخيل الأسباب التي عاقته، وأن أتخيل شعوره الشخصي بانكسار جناحيه، رغم قدراته المرموقة، وأتذكر ما قاله المتنبي في ذلك الصدد : " لم أر في عيوب الناس عيبا .. كنقص القادرين على التمام" ، أي أن كل أسباب التمام توفرت للموهبة لكنها رغم ذلك تعثرت في منتصف الطريق. إليك مثالا آخر، هل سمعت يوما عن فنانة تدعى مونا فؤاد؟ ظهرت مونا في نحو عشرة أفلام في الخمسينيات، بطلة، ومع ذلك اعتزلت وتوفيت في فنزويلا عام 1993. لماذا لم تواصل التحليق وقد بلغت قمة الجبل؟. المطرب محمد أمين الذي لا يعرفه أحد الآن برز عام 1949 بطلا لفيلم " الستات كده" مع كاميليا، مطربا وممثلا ونجما، ثم انزوى وتبددت الموهبة، لماذا ؟ كيف؟ سؤال مشبع بالحيرة. ولا أظن الكثيرين قد سمعوا باسم " سيلين أكسيلوس "، وهي شاعرة مصرية مواليد 1902، وتوفيت 1992، نشرت ديوانين من الشعر هما : " المصليان" عام 1943، وديوان " خطوات العاج" عام 1952، وكان أخوها الأكبر رينيه شاعرا أيضا لكن الموت اختطفه مبكرا بمرض السل. عاشت سيلين في الاسكندرية، تزوجت لكن زوجها فر بعد ذلك بابنهما الوحيد إلى أمريكا فلم تره إلا بعد خمسة عشر عاما. وأدت صدمة وفاة أخيها ثم اختطاف ابنها إلى اعتزال سيلين المجتمع وكتبت تقول : " لقد أصبحت أكره بشدة هذا العالم البشع"، وتهدمت موهبتها من دون أن تواصل التحليق. هذه النماذج كثيرة للأسف، وكلها تثير الأسى، لأنها كانت تجسيدا للقدرة والعجز معا. ومن الواضح أن الموهبة لكي تتحقق تتطلب ما هو أكثر من الموهبة ذاتها، قد تتطلب الاصرار، والقدرة على تحمل ضربات القدر، والقدرة على العمل الشاق، وأحيانا القدرة على اقامة علاقة ناجحة بالمجتمع. لكن يظل انكسار الأجنحة مؤلما، ويظل لكل انكسار قانونه الخاص. يفتتح ليف تولستوي روايته العظيمة " آنا كارنينا " بالفقرة التالية : " تتشابه كل العائلات السعيدة ، لكن لكل عائلة تعيسة طريقتها الخاصة "، ويبدو أن ذلك أيضا يجري على المواهب، إذ تتشابه كل المواهب الناجحة التي واصلت الطريق، لكن لكل موهبة تعسة طريقها الخاص الذي يحرك الأسى والحيرة.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.7467 50.8467
يورو 57.7243 57.8432
جنيه إسترلينى 67.7823 67.9362
فرنك سويسرى 61.4813 61.6398
100 ين يابانى 35.4822 35.5621
ريال سعودى 13.5288 13.5562
دينار كويتى 165.5736 165.9541
درهم اماراتى 13.8150 13.8441
اليوان الصينى 6.9838 6.9984

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5297 جنيه 5274 جنيه $103.99
سعر ذهب 22 4856 جنيه 4835 جنيه $95.33
سعر ذهب 21 4635 جنيه 4615 جنيه $90.99
سعر ذهب 18 3973 جنيه 3956 جنيه $78.00
سعر ذهب 14 3090 جنيه 3077 جنيه $60.66
سعر ذهب 12 2649 جنيه 2637 جنيه $52.00
سعر الأونصة 164760 جنيه 164049 جنيه $3234.57
الجنيه الذهب 37080 جنيه 36920 جنيه $727.96
الأونصة بالدولار 3234.57 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى