الفجر نيوز
الجمعة 2 مايو 2025 09:32 مـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
الفجر نيوز

مقالات ورأى

أحمد الخميسي يكتب: زغرودة حلوة لعالم جديد

كنا صغارا حين لمع نجم فؤاد المهندس وأمين الهنيدي وكنا نضحك من قلوبنا مع أي مسرحية لهما في التلفزيون، أما جدي لوالدتي فكان يشيح بوجهه مؤكدا بثقة وازدراء أنه:" لا كوميدي في مصر إلا اسماعيل يس، هو الوحيد الذي يضحكني". وأحيانا نتخذ نحن أبناء الأجيال الماضية الموقف ذاته من أفراح وهموم الأجيال الجديدة، فنعتز بماضينا، وفنونه، وتقاليده، ونعلي من عظمة عبد الحليم، وكارم محمود، وأحلام، ونعجز عن فهم السر في إنصات الأجيال الجديدة لشيرين، وحماقي، وحمو بيكا، وحتى أغنيات المهرجانات الهابطة. لا يسعني بالطبع أن أتذوق أو أتعاطف مع تلك الأغنيات، لكنهم أيضا لا يتذوقون ولا يتعاطفون مع أغنياتنا : حورية حسن وعبد الوهاب ومحمد فوزي. هم في حاضرهم ونحن في معظم الأحيان قابعين في ذكرياتنا. ثمة صلة مقطوعة بيننا. ولعل السر في ذلك أن عالم الأجيال الجديدة يبدأ بينما يتلاشى عالمنا نحن وتتوارى معانيه وأشياؤه وحكمته. إنني أنصت إلى أغنية أحلام الجميلة:" زغرودة حلوة رنت في بيتنا.. لمت حارتنا وبنات حارتنا.. والطبلة دقت في مندرتنا" وأتساءل هل مازالت هناك حارة في مصر بهذا المعنى؟ ومندرة؟ أم أن عالمنا الذي كانت الحارة فيه كائنا واحدا قد اختفى، مثلما اختفت مخرطة الملوخية لمن مازال يذكرها، وزال الغناء في سبوع المولود الجديد: "حلقاتك برجالاتك" التي تعني حلقة في إذن الوليد وأمنية بأن يفرد رجليه ويصبح كبيرا. لم يعد أحد يغني" برجالاتك" بل ولم يعد هناك من يذكرها تقريبا. وحتى أغنية مثل " يا بيت ابويا معزتك في عنيه .. ما شفت منك غير ليالي هنية" اختفت، ولم يعد لها معنى، لأنها كانت مرتبطة بوضع المرأة في ما مضي حين كان لابد لها من حماية إما في بيت والدها أو زوجها. لم يعد لتلك المرأة الملتاعة وجود الآن، بينما كانت في زمن سابق تمثل معظم نساء مصر. وقد كان هناك ما يشبه الموال الشعبي باسم " سارة وابراهيم" وزوجة ابراهيم الثانية التي ما إن أنجبت حتى اشتعلت الغيرة في قلب سارة ضرتها، فطلبت من ابراهيم أن يأخذها : " على الخلوات ويرميها من غير رحمات". لم تعد تلك هي صورة الضرة إذا كان ثمت من مازال قادرا على الزواج بامرأتين. تختفي الأشياء، مثل مخرطة الملوخية، وتبلى المفاهيم الاجتماعية، وتتغير الظروف التي تنهدت فيها ألام الفلاحين في غنوتهم : " ناس بتلبس قفاطين، وناس تشيل على القفا طين، وناس تتغطى بـالبـطاطين ، وناس بتـغـرق لحد البـطاطين". وكنا ونحن أولاد صغار نلعب في الشارع لعبة السبع طوبات التي تنهض واحدة فوق الأخرى، ومعنا كرة نصوب بها على الطوبات من مسافة محددة، أما البنات فكن يلعبن " الحجلة " على أرض مقسمة مربعات. هذه كانت ألعابنا، بينما الأجيال الجديدة تلعب بالموبايل، والكمبيوتر. الأجيال الحالية لم تسمع بشيء عن حياتنا، ونحن نعجز في أحيان كثيرة عن فهم ألعابهم. يتبدل العالم من حولنا، ولا نعود قادرين إلا بمعجزة على ملاحقة العالم الجديد، واولئك الشبان الصغار الذين – كما كنا نحن في زمن ما – لا يؤمنون بالحاضر لكن أملهم في المستقبل، ولا يثقون بالنجوم والفنانين الذين نحبهم، ولا بالكتب التي نقرأها، ولا بما نقوله أو ما نفعله. إن لديهم شيئا آخر، لا نعرفه، سيعربون عنه في اللحظة التي تناسبهم. أما نحن أبناء الأجيال السابقة فإننا محكومون بالوفاء لماضينا، وتاريخنا، وذكرياتنا، وأغنياتنا، لكن علينا في الوقت ذاته أن نكون أكبر من الماضي وأن نطلق زغرودة حلوة للعالم الجديد حتى لو لم يكن عالمنا.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.7467 50.8467
يورو 57.7243 57.8432
جنيه إسترلينى 67.7823 67.9362
فرنك سويسرى 61.4813 61.6398
100 ين يابانى 35.4822 35.5621
ريال سعودى 13.5288 13.5562
دينار كويتى 165.5736 165.9541
درهم اماراتى 13.8150 13.8441
اليوان الصينى 6.9838 6.9984

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5297 جنيه 5274 جنيه $103.99
سعر ذهب 22 4856 جنيه 4835 جنيه $95.33
سعر ذهب 21 4635 جنيه 4615 جنيه $90.99
سعر ذهب 18 3973 جنيه 3956 جنيه $78.00
سعر ذهب 14 3090 جنيه 3077 جنيه $60.66
سعر ذهب 12 2649 جنيه 2637 جنيه $52.00
سعر الأونصة 164760 جنيه 164049 جنيه $3234.57
الجنيه الذهب 37080 جنيه 36920 جنيه $727.96
الأونصة بالدولار 3234.57 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى