الفجر نيوز
الجمعة 2 مايو 2025 09:39 مـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
الفجر نيوز

مقالات ورأى

أحمد الخميسي يكتب: ” أنا شفتك في التلفزيون”

كنت وأنا في العاشرة من عمري أحصل على مصروف لا يتجاوز خمسة قروش، حسب الظروف، مرة في الأسبوع، أو مرة كل عشرة أيام، أو لا أحصل عليه أصلا، لأن العين بصيرة واليد قصيرة، فقد كنا عشرة أشخاص في الشقة، نعيش معا، أنا وأخوتي الخمسة، وأمي، وخالي الذي طرده جدي فلجأ إلينا ليكمل تعليمه، علاوة على طفلين صغيرين هما أبناء خالي الثاني الذي تم اعتقاله فألحقتهما أمي بالحشد الجماهيري الذي تتولاه بالرعاية. ولكي أنتزع القروش الخمسة التي نادرا ما كنت أراها هداني تفكيري إلى أن أربط على خصري دورقا كبيرا به ماء محلى بعسل أسود، وبيدي الأخرى كوب فارغ، ثم أطوف بتلك البضاعة على أخواتي أقرع زجاج الدورق بملعقة هاتفا فيهن : "عرقسوس يا أولاد. الكوب بقرش". وما زلت حتى هذه اللحظة لا أدري أكانوا يشترون المياه لأنهم يتخيلون حقا أنها عرقسوس، أم أنها كانت حسنة قليلة للأخ الغلبان، على أي حال كنت أفك الدورق عن خصري ما إن تصبح بعض القروش في يدي وأنطلق إلى سينما الشرق المجاورة لبيتنا في السيدة، أشتري تذكرة درجة ثالثة " ترسو" بثلاثة قروش وأظل قابضا على القرشين بيد من حديد. في ترسو السينما لم تكن ثمة مقاعد، لكن دكة طويلة، واحدة وراء أخرى، لا يشغلها سوى عيال من كافة أنحاء الفقر، وكان العثور على مكان مستحيلا. أقف قليلا حتي يلمحني الشاب بلطجي الترسو، فيقترب مني ويقول: " عاوز تقعد يا واد؟". أتمتم بأمل : " نعم". يبسط يده ويقول:" هات قرش". أعطيه القرش، وأراه يجلس على طرف دكة ويضرب بمؤخرته الجالسين فيزيحهم مسافة بحيث ينفسح مكان لي، وفي المقابل كان هناك في الطرف الآخر من الدكة عيل يقع على الأرض من شدة الضربة! أتفرج بالفيلم الأمريكي، وأنا أتزحزح كل شوية من جراء ضربات البلطجي ليفسح مكانا للعيال الجدد، وحين بدأ فيلم " بين الأطلال" كنت قد امسيت في نهاية الدكة ثم واقعا منها على الأرض. أنهض، انفض التراب عن سروالي وأعود إلى البلطجي في صمت وأناوله القرش الأخير، فيقوم بنفس العملية. ولم يعوقني سقوطي ونهوضي عن متابعة الفيلم، بل والتأثر الشديد بمشهد عماد حمدي وهو جالس يسكر ويقول : " أنا بأسكر عشان أنسى". عدت إلى البيت وفي اليوم التالي وجدتني أمي جالسا إلى منضدة ورأسي محني على قدح مياه أمامي، فسألتني بقلق :" مالك يا إبني؟". قلت لها وأمارات الأسى على وجهي:" مفيش.. أنا بأسكر عشان أنسى". وتطورت موهبة تقمص الشخصيات الصغيرة عندما أديت في تمثيلية بالتلفزيون دورا صغير، صغيرا جدا، مجرد شخص عابر في الشارع ولا ينطق كلمة، أيامها كنت متعلقا بابنة الجيران التي لم تنتبه إلى وجودي أو مشاعري قط، لكن تصادف أنها شاهدتني في تلك التمثيلية في التلفزيون، فإذا بها تلهث ورائي على سلم العمارة وتمسك يدي بحرارة وتكاد تقبلني هاتفة:" أحمد أنا شفتك في التلفزيون" ! كنت مذهولا، لا أصدق أن القمر نزل من سمائه وكلمني، مع ذلك تمالكت نفسي وقلت بأدب وتواضع النجوم : " ده دور بسيط.. لكن بعد كده ح أبقى أدقق في السيناريو". إلا أن شخصية بائع العرقسوس، وشخصية السكير الذي يريد أن ينسى ما لا يتذكره، والشخص الذي عبر لحظة في مشهد بالتلفزيون، كل هذا سرعان ما توارى في غيابات الزمن المهول. تختفي الحياة ولا يبقى سوى حياة الحكايات.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.7467 50.8467
يورو 57.7243 57.8432
جنيه إسترلينى 67.7823 67.9362
فرنك سويسرى 61.4813 61.6398
100 ين يابانى 35.4822 35.5621
ريال سعودى 13.5288 13.5562
دينار كويتى 165.5736 165.9541
درهم اماراتى 13.8150 13.8441
اليوان الصينى 6.9838 6.9984

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5297 جنيه 5274 جنيه $103.99
سعر ذهب 22 4856 جنيه 4835 جنيه $95.33
سعر ذهب 21 4635 جنيه 4615 جنيه $90.99
سعر ذهب 18 3973 جنيه 3956 جنيه $78.00
سعر ذهب 14 3090 جنيه 3077 جنيه $60.66
سعر ذهب 12 2649 جنيه 2637 جنيه $52.00
سعر الأونصة 164760 جنيه 164049 جنيه $3234.57
الجنيه الذهب 37080 جنيه 36920 جنيه $727.96
الأونصة بالدولار 3234.57 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى