الفجر نيوز
الجمعة 2 مايو 2025 08:05 مـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
الفجر نيوز

مقالات ورأى

د. أحمد الخميسي يكتب: أيمن حسن .. أكتوبر زمن الأساطير

يقول شمس التبريزي: " البذرة لا تصدق أن شجرة ضخمة مخبأة داخلها". ولا يصدق البشر في حياتهم اليومية أن البطولة مخبأة في سلوكهم الاعتيادي إلى أن تحين لحظة يتعرض فيها الوطن للإهانة، فتورق شجرة الشجاعة ومن بذرة صغيرة يفوح عطر الأسطورة. يقول أيمن حسن الجندي المصري البسيط إن عمه كان جندي صاعقة، وعمه الثاني كان في سلاح المدفعية الخفيفة، أما عمه الثالث فقد استشهد في حرب أكتوبر، وأنه – أي أيمن- تشبع من صغره بقصص الدفاع عن مصر، ومن صغره تشرب ملاحم وبطولات حرب أكتوبر. عام 1990 كان أيمن جنديا على الحدود حين شاهد ذات يوم كيف انقطع الحبل الذي يرفع العلم المصري، فطار العلم إلى الجانب الآخر من الحدود حيث الجنود الاسرائيليين، فما كان من أحدهم إلا أن التقط العلم وقام بمسح حذائه بالعلم أمام عيني أيمن. بعد ذلك بأربعة أيام تعمد الجندي الصهيوني أن يستخدم نفس العلم المصري استخداما قذرا مع مجندة اسرائيلية تحت بصر أيمن! وعبر أسلاك الحدود سدد أيمن نظرة إلى الاسرائيلي وخاطبه في نفسه بقوله:" لقد طلبت موتك بنفسك، فانتظره". وقرر أيمن أن يصطاد ذلك الجندي مهما كلفه الأمر، فظل تسعة أيام كاملة يحسب ساعات ظهور الجندي وأيام إجازاته غيابه، وفي تلك الأثناء جددت اسرائيل عدوانها الفظ على المقدسات في فلسطين، فقرر أيمن أن جنديا واحدا لم يعد يكفي للثأر، وأنه لابد من عملية فدائية أكبر، وراح يخطط لعمليته على مدى شهر ونصف بالكامل من غير أن يطلع أحدا من زملائه على خطته خوفا من أن تتسرب المعلومات. وظل أيمن يعد للعملية الكبيرة خلال شهر ونصف بالكامل ويقول في ذلك:" خططت لضرب أتوبيسين يحملان جنودا وضباطا داخل المنطقة الاسرائيلية، وكنت أعلم أن رجوعي حيا من هناك أمر مستحيل، لهذا حصلت على إجازة سافرت فيها إلى بلدتي، وهناك سددت ديوني لمن كنت مدينا له، وصالحت من كنت قد أغضبته، وقمت بزيارة من لم أكن قد زرته، وودعت أقاربي محتسبا نفسي شهيدا، وعدت إلى وحدتي. وكنت قد رسمت خط سيري للعملية، وكنت أتدرب عليه يوميا بمختلف الذرائع. كان الأتوبيسان يتحركان بحماية قوية، وفي أوقات محددة، لكني اكتشفت دقيقتين لا يكون فيهما الأتوبيسان محميان، ما بين السادسة وثلاث دقائق والسادسة وخمس دقائق، حسبت هاتين الدقيقتين كما في الشطرنج، ورتبت كل شيء، لكن واجهتني مشكلة الحصول على الذخيرة من مخزن السلاح، وكان يقيم فيه خمسة جنود هم أخوة وزملاء لي. وقفت عند باب الحجرة أدعو الله أن يفكها من عنده. وبالفعل فوجئت بضابط يسأل جنديا عن وجود تلفزيون، فأسرع الجنود إلى مكان آخر ليجلبوا له التلفزيون، ولم يبق في مخزن السلاح أحد ما عدا جنديا واحدا، فرحت أزحف على بطني إلى صناديق السلاح حتى حصلت على أربعمائة طلقة. وفي فجر 26 نوفمبر 1990 هبطت مشيا إلى الحدود الإسرائيلية، وتوقفت عند السلك الشائك الفاصل حين أخذت ساقي اليسرى ترتجف بشدة، وقلت أخاطبها : " ح تكملي معي أهلا وسهلا.. لن تكملي سأقوم بقطعك من بدني"، واحتسبت نفسي شهيدا عند الله. عبرت الحدود واختفيت في مكمن كنت قد حددته في الخطة قبل ذلك، وكان هناك على بعد ثلاثين متر ملف للسيارات، المفروض أن يمر به الأتوبيسان. اشتبكت مع الأتوبيس الأول، ثم تظاهرت أني مصاب أعرج وأنا أتجه إلى الأتوبيس الثاني، وفتحت النار على الجميع، وفي اللحظة الأخيرة شاهدت وجه ذلك الجندي الذي مسح حذاءه بعلم بلادي، فأفرغت فيه ست عشرة رصاصة، ورجعت بينما ظلت تطاردني طائرة هليوكوبتر اسرائيلية مسافة ثمانين مترا داخل حدودنا المصرية، ولم تستطع إصابتي، فقط طلقة واحدة مرت وشعرت بهوائها البارد قرب رموش عيني، لكنها لم تكن قاتلة. بينما استطعت أنا أن أصفي 21 ضابطا وجنديا إسرائيليا وجرحت عشرين آخرون كما أعلنوا فيما بعد. رجعت إلى حدودنا، وكنت أدعو الله لو قدر لي الموت أن أموت داخل بلادي، وسلمت نفسي لقيادة الوحدة التي فوجئت بما فعلت، و كان أول من قابلني هو النقيب محمد العسيري. قلت له: " قمت بهذه العملية كما قام بمثلها من قبل الشهيد سليمان خاطر في أكتوبر 1985"، فوضع النقيب يده على كتفي وقال لي: " سنصونك في عيوننا".

لقد حوكم أيمن حسن بعد عودته إلى وحدته لأنه خرق النظام العسكري، ووجهت إليه تهمة القتل بالعمد مع سبق الاصرار ل 21 عسكريا إسرائيليا وإصابة عشرين آخرين وإتلاف ست سيارات. وفي 6 أبريل 1991 بالسجن مدة 12 سنة، وخرج من السجن بعد عشر سنوات عام 2000، وعاد إلى مهنتة البسيطة التي يتقنها : السباكة. تبقى في داخل كل مصري هذه البذرة الصغيرة التي تخفي شجرة، تتفتح ما إن يتهدد الوطن خطر أو تمس كرامته إهانة. تبقى بطولات شعبنا وبسالته، التي لا تتوخي مصلحة أو هدفا. أيمن حسن بطل من الشرقية التي طالما أهدت مصر الثوار والمكافحين، وفي مقدمتهم الثائر العظيم أحمد عرابي ليغيروا تاريخها ويؤكدون أن الدفاع عن كرامة مصر جدير بكل ألوان البطولة.

أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.7467 50.8467
يورو 57.7243 57.8432
جنيه إسترلينى 67.7823 67.9362
فرنك سويسرى 61.4813 61.6398
100 ين يابانى 35.4822 35.5621
ريال سعودى 13.5288 13.5562
دينار كويتى 165.5736 165.9541
درهم اماراتى 13.8150 13.8441
اليوان الصينى 6.9838 6.9984

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5291 جنيه 5269 جنيه $104.46
سعر ذهب 22 4850 جنيه 4830 جنيه $95.75
سعر ذهب 21 4630 جنيه 4610 جنيه $91.40
سعر ذهب 18 3969 جنيه 3951 جنيه $78.34
سعر ذهب 14 3087 جنيه 3073 جنيه $60.93
سعر ذهب 12 2646 جنيه 2634 جنيه $52.23
سعر الأونصة 164582 جنيه 163871 جنيه $3248.97
الجنيه الذهب 37040 جنيه 36880 جنيه $731.20
الأونصة بالدولار 3248.97 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى