الفجر نيوز
الجمعة 2 مايو 2025 09:00 مـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
الفجر نيوز

بأقلام القراء

د. محمد عبد الفضيل يكتب: الهزيمة الثقافية وضياع الهوية

قديمًا ولمدة قرونٍ طويلة عن سباق التسليح وأسبقية شن الحروب واحتلال المساحات الجغرافية، واستمر الأمر هكذا حتى الهزيع الأخير من القرن الماضي حيث بدأت الحرب العالمية الباردة، وفرض حالة من الحروب الاقتصادية وسباق الإنتاج وإغراق الأسواق الدولية بالبضائع المحلية، الأمر الذي أدى إلى إنشاء منظمات وإبرام اتفاقيات أغنت دولًا وأماتت شعوبًا، واليوم سلاح المعرفة وقوة الثقافة والتصنيف العلمي هي الأسلحة الأقوى التي فرضت نفسها على ساحة النزاع العالمي، وما تمر به اليوم المنطقة العربية وجزء كبير من المنطقة الإسلامية هو عجز واضح عن الدخول في هذا المعترك، يمكن أن يوصف على أنه هزيمة ثقافية نتجت عن تأخر في سلسلة التراجعات المتوالية التي وضعت الحضارة العربية والإسلامية في مؤخرة الصفوف. تشويهٌ كبير أصاب الذاكرة الثقافية وخريطتها، مما أدى إلى عدم القدرة حتى عن الحديث عن محاولة "صناعة ثقافة جديدة"، وإذا سلمنا بأن كل قضية أو مجال له (لها) مدخل معرفي فعلينا أن نعترف أيضًا بالضحالة والسطحية وفقر المعرفة العامة التي تعاني منها قطاعات عريضة من الشعوب العربية فضلًا عن رجعية المعرفة المتخصصة مقارنة بالشعوب المتقدمة أو تلك التي بدأت تضع قدمًا على طريق التقدم.

هذه ليست نظرة تشاؤمية، لأني لا أتحدث عن مستقبل بل عن واقع في حاجة إلى الإعلان عن المرض والتفكير سريعًا في علاجه، بدلًا من محاولات ترقيع الثوب. نعود إلى الهزيمة الثقافية التي بات من أبرز نتائجها الكارثية تكسير الشعور بالهوية الوطنية والحضارية، على حساب هويات أخرى كان من المفترض أن تدعمها وتكملها كالهوية الدينية أو المذهبية أو الطائفية، ومع عدم الاستعداد الكافي أو حتى الحد المعرفي الأدنى المواكب لمستجدات العصر. ومع سقوط الهوية الدينية والطائفية في مأزق الشك والإحباط من جانب قطاعات شبابية عريضة في الوطن العربي، قفزت علينا أصوات انتهازية صورت للشعوب بأن هناك غول قادم من الدين، واجهته على الجانب المقابل بكل أسف صيحات متدينة تحذر من الغول القادم من الغرب، وكانت النتيجة أن فقد جيل كامل الشعور بأي هوية يناضل من أجل الدفاع عنها أو يكافح ويعمل انطلاقًا من الانتماء إليها.

بنهاية الجملة السابقة كنت قد وضعت القلم ونزلت الشارع، تصفحت لدى بائع الجرائد الإصدار الأخير لمجلة العربي فاصطدمت بمقال الدكتور عبد الرحيم الكردي: "خطاب اللاثقافة"، الذي يتحدث في نصفه الثاني عن أنواع ثلاثة لهذا الخطاب: "الخطاب الفوضوي" و"الخطاب الرجعي" و"الخطاب التسلطي"، وبينما يتطرق المؤلف في حديثه عن أصحاب النوع الأول إلى أنهم يتصفون بعدم الإحساس بالهوية القومية أو الوطنية أو الأسرية، وأنهم احتياطي استراتيجي للفوضى والتخريب، يصف الكاتب أصحاب النوع الثاني بأصحاب الطقوس المتزمتة والأساطير والعقائد ممن يقدسون التاريخ ويرفضون لغة العقل والحوار.

خطابات "اللاثقافة" إذن لا تظهر إلا في مجتمع انهزم في ساحة السباق الثقافي العالمي لا سيما إذا كانت هي المسيطرة والحاكمة على تصرفات السواد الأعظم من شعوب حضارة ما اتسمت بالعشوائية في التفكير في القضايا المعاصرة والتعاطي معها، حتى أصبح الخطر الذي يداهمها لا يتمثل في ثقافة غربية أو شرقية غريبة بل في "لاثقافة" أنتجها أصحاب هذه الحضارة، وواجبهم في مواجهة هذا الخطر يجب أن يبدأ بمواجهة النفس والتحرك العاجل لصناعة ثقافة جديدة بدلًا من المحاولات المتكررة لتكملة غير المكتمل وترميم بنية تحتية معرفية قائمة في الأصل على مناهج علمية قديمة تلقينية لا إبداعية يجب استبدالها بالكلية بمناهج أخرى فكرية حرة.

..وللحديث بقية.

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.7467 50.8467
يورو 57.7243 57.8432
جنيه إسترلينى 67.7823 67.9362
فرنك سويسرى 61.4813 61.6398
100 ين يابانى 35.4822 35.5621
ريال سعودى 13.5288 13.5562
دينار كويتى 165.5736 165.9541
درهم اماراتى 13.8150 13.8441
اليوان الصينى 6.9838 6.9984

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5297 جنيه 5274 جنيه $103.99
سعر ذهب 22 4856 جنيه 4835 جنيه $95.33
سعر ذهب 21 4635 جنيه 4615 جنيه $90.99
سعر ذهب 18 3973 جنيه 3956 جنيه $78.00
سعر ذهب 14 3090 جنيه 3077 جنيه $60.66
سعر ذهب 12 2649 جنيه 2637 جنيه $52.00
سعر الأونصة 164760 جنيه 164049 جنيه $3234.57
الجنيه الذهب 37080 جنيه 36920 جنيه $727.96
الأونصة بالدولار 3234.57 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى