موعد افتتاح كامب نو الجديد.. برشلونة يواجه أزمة تأجيل متكررة وتحديات مالية ضخمة

تواصل إدارة برشلونة مواجهة صعوبات كبيرة في إعادة افتتاح ملعب "كامب نو" التاريخي، بعدما تأجل الموعد أكثر من مرة وسط أزمات تنظيمية وهندسية عطّلت عودة الفريق إلى معقله الرئيسي، رغم مرور أكثر من عامين على بدء أعمال التجديد.
وكان النادي قد خطط لإعادة فتح أبواب الملعب في نوفمبر 2024 تزامنًا مع الاحتفال بالذكرى الـ125 لتأسيس برشلونة، لكن المشروع لم يكتمل بعد مرور عشرة أشهر إضافية، ليظل الاستاد مغلقًا رغم تعاقب المواعيد المعلنة من قبل الإدارة، سواء في ربيع 2025 أو خلال أغسطس مع موعد كأس "خوان غامبر".
وحدد النادي منتصف سبتمبر موعدًا جديدًا لاستقبال المباريات، بعد أن خاض أول ثلاث جولات من الدوري خارج ملعبه، لكن الخطط لم تتحقق مجددًا، ليضطر الفريق إلى استضافة مواجهاته على ملاعب بديلة، أولها الأولمبي بسعة 55 ألف متفرج لمدة موسمين، ثم ملعب "يوهان كرويف" التدريبي الذي لا يتسع سوى لـ6 آلاف مشجع، وهو ما كبّد برشلونة خسائر قاربت 4.7 ملايين دولار وفق التقديرات.
ورغم تأكيد الرئيس جوان لابورتا أن لقاء ريال سوسييداد الأحد قد يشهد العودة إلى كامب نو، أعلن المجلس البلدي أن النادي لم يحصل بعد على التصاريح المطلوبة، حتى مع مقترح السماح بسعة مخفضة تبلغ 27 ألف متفرج، حيث شددت السلطات على أن سلامة الحضور تمثل أولوية مطلقة في ظل مشكلات ممرات الإخلاء التي لم تُحل حتى الآن.
وتعددت العراقيل منذ انطلاق المشروع، بدءًا من إعادة بناء غرف الملابس مرتين نتيجة الفيضانات، وصولًا إلى اعتراضات السكان المجاورين الذين فرضوا قيودًا على ساعات العمل بسبب الضوضاء والإضاءة، فضلًا عن ارتفاع تكاليف المواد بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا، فيما كشفت أعمال التفتيش عن الحاجة إلى أكثر من ألفي تعديل لم تكن ضمن الخطة الأولى.
ويُتوقع أن تبلغ تكلفة المشروع نحو 1.5 مليار يورو، وهو مبلغ ضخم لنادٍ يعاني أزمة مالية منذ سنوات، إلا أن الإدارة ترى أن إعادة افتتاح الملعب في أقرب وقت ستمثل نقطة تحول عبر استعادة الإيرادات التجارية والتسويقية.
وعرضت نائبة الرئيس إيلينا فورت ورئيس العمليات جوان سنتييس الاستاد لوسائل الإعلام، حيث ظهر التطوير جليًا في أرضية الملعب والمقاعد الأكثر اتساعًا، رغم بقاء مدرجات علوية غير مكتملة، كما لم تُجهز بعد غرفة ملابس الفريق الأول، بينما يستعين النادي مؤقتًا بغرف مخصصة للفرق الزائرة، في وقت لا تزال الأنابيب مكشوفة والجدران بلا طلاء نهائي.
وأكدت فورت أن بعض النواقص لا تمنع إصدار الترخيص الأول للإشغال طالما أن معايير السلامة متوفرة، معتبرة أن الملعب جاهز من الناحية الفنية لاحتضان المباريات، بينما أوضح سنتييس أن إخلاء الاستاد عند اكتمال سعته سيستغرق أربع دقائق ونصف فقط مقارنة بثماني دقائق في النسخة القديمة عام 1957، مشيرًا إلى أن السعة النهائية ستصل إلى 105 آلاف متفرج لتصبح الأكبر في القارة الأوروبية.
لكن استمرار التعثرات دفع المسؤولين إلى تعديل الجدول الزمني النهائي، حيث لن ينتهي المشروع كما كان مخططًا في 2026، بل سيُستكمل تركيب السقف ضمن خطة "الرفع الكبير" في صيف 2027، ما قد يقلص من قيمة عقد الرعاية مع "سبوتيفاي" البالغ 70 مليون يورو سنويًا، خاصة إذا لم يُفتح الملعب بنسبة تشغيل لا تقل عن 90% مع ختام الموسم الجاري.