على عكس مقترح ترامب.. تأييد واسع للخطة المصرية لإعمار غزة دون تهجير
أبرزت الصحف الأمريكية والبريطانية التأييد العربي والدولي واسع النطاق للخطة المصرية لإعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، التي اعتمدتها القمة العربية غير العادية بالقاهرة، أمس الثلاثاء، على عكس الرفض العالمي واسع النطاق لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن السيطرة الأمريكية على قطاع غزة لإعادة إعماره بعد تهجير سكانه.
واختتمت القمة العربية أعمالها بإجماع عربي على تبني الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، التي تحولت إلى خطة عربية شاملة بعد حصولها على دعم واسع من الدول المشاركة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن القمة العربية غير العادية انعقدت في القاهرة، أمس الثلاثاء، للرد على المقترح الذي طرحه ترامب، الشهر الماضي، بشأن السيطرة الأمريكية على قطاع غزة لإعادة إعمارها بعد تهجير سكانه، وهي الفكرة التي قوبلت برفض عالمي واسع النطاق، باعتبارها تطهيرًا عرقيًا، ولاقت هوى اليمين المتطرف في إسرائيل.
وقالت الصحيفة، إن مصر والأردن والحلفاء العرب رفضوا مقترح ترامب، الذي يدمر أي أمل متبقٍ في إقامة الدولة الفلسطينية، ويزعزع استقرار المنطقة بأكملها.
وأشارت إلى أن ترامب خفف من موقفه مؤخرًا، إذ قال في مقابلة، إنه "لا يفرض الأمر".
وذكرت صحيفة" الجارديان" البريطانية، أن الخطة المصرية، التي تحولت إلى خطة عربية شاملة بعد حصولها على دعم واسع من الدول المشاركة في القمة الطارئة بالقاهرة، أمس، تصدت لدعوة ترامب التي قوبلت برفض عالمي نطاق واسع، لتهجير نحو مليوني فلسطيني من غزة بشكل دائم، وسيطرة الولايات المتحدة على القطاع لتطوير القطاع كموقع سياحي للآخرين.
وقالت صحيفة" التليجراف" البريطانية، إن الخطة المصرية لإعمار غزة دون تهجير، تُشكل بديلًا لمقترح ترامب.
وأوردت تصريحات بعض المحيطين بترامب، بأن المقترح الذي طرحه الرئيس الأمريكي، الشهر الماضي، بتهجير الفلسطينيين من غزة، وبناء القطاع كمركز دولي على غرار لاس فيجاس كان يهدف إلى استفزاز تفكير جديد في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية عربية، في الأسابيع الأخيرة، إن البيت الأبيض قد يقبل برؤية بديلة، طالما كانت قابلة للتنفيذ وتحظى بدعم واسع النطاق في المنطقة.
وقالت إنه من المحتمل أن يكون مثل هذا السيناريو بمثابة كابوس بالنسبة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي رفضت الخطة العربية الحالية.
وأكدت الخارجية الإسرائيلية، رفضها لخطة الدول العربية للتعامل مع غزة، وأفادت في بيان أمس الثلاثاء، بأنه يجب تشجيع سكان القطاع على فكرة ترامب، بشأن السيطرة على غزة بعد تهجير سكانها.
وبلورت مصر خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، وتتضمن مرحلتين، المرحلة الأولى تستمر لمدة سنتين بتكلفة قدرها 20 مليار دولار، ويتم خلالها إنهاء عملية إزالة الركام، وإنهاء ترميم الـ60 ألف وحدة المدمرة جزئيًا، بالتزامن مع إنشاء 200 ألف وحدة سكنية جديدة للسكن الدائم لاستيعاب 1.6 مليون فرد، إضافة إلى استصلاح 20 ألف فدان من الأراضي الزراعية، وإنشاء المرافق والشبكات والمباني الخدمية اللازمة للبدء في تقديم الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والاتصالات، إذ سيتم إنشاء منظومة تغذية المياه ومكافحة الحريق والصرف الصحي بواقع: 2 محطة تحلية مياه، 2 خزان مياه شرب وحريق، 2 خزان مياه ري، و2 محطة معالجة مياه الصرف.
وتستمر المرحلة الثانية لمدة سنتين ونصف السنة بتكلفة قدرها 30 مليار دولار، المستهدف خلالها مواصلة عملية إنشاء المرافق والشبكات والمبانى الخدمية اللازمة، إضافة إلى إنشاء 200 ألف وحدة سكنية جديدة للتسكين الدائم لاستيعاب 1.2 مليون نسمة، ليصبح إجمالي الوحدات السكنية الدائمة الموجودة في القطاع 460 ألف وحدة قادرة على استيعاب 3 ملايين فرد، إضافة للبدء في إنشاء المنطقة الصناعية على مساحة 600 فدان، وميناء الصيد البحري والميناء التجاري ومطار غزة، وتنفيذ المرحلة الأولى من المنطقة الساحلية بطول 10 كيلومترات والمسماة طريق الكورنيش.
وتتضمن الخطة، تشكيل لجنة إدارة غزة لتتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية "تكنوقراط" تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
ولاقت الخطة المصرية لإعمار غزة دون تهجير، التي اعتمدتها القمة العربية غير العادية بالقاهرة، أمس الثلاثاء، دعمًا دوليًا واسع النطاق، إذ قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن قمة القاهرة أكدت الموقف العربي الجماعي الرافض لمقترحات تهجير الشعب الفلسطيني، وأن الدول العربية أيدت بشكل كامل الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن غزة يجب أن تكون جزءًا من الدولة الفلسطينية المتكاملة دون خفض لمساحتها أو نقل قسري لسكانها، مضيفًا: "القدس الشرقية وغزة والضفة الغربية ينبغي أن تدعمها السلطة الفلسطينية التي يقبلها الشعب الفلسطيني".
من جهته، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، إننا نؤكد موقفًا عربيًا واضحًا وثابتًا برفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأضاف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، أمام القمة العربية الطارئة، أمس الثلاثاء بالقاهرة، أنه يجب تطبيق مبادرة السلام العربية على أرض الواقع وتحقيق حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.
ومن جهته، أدان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، خلال كلمته أمام أعمال القمة العربية الطارئة بالقاهرة، التصريحات والخطط التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه والمخالف للقانون الدولي.
وقال رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، إن المجتمع الدولي يسعى لإعطاء بارقة أمل للفلسطينيين، ونأمل في إنهاء المعاناة الشديدة للشعب الفلسطيني، مؤكدًا التزامه بالمساهمة في تحقيق السلام بالشرق الأوسط، وبإعادة إعمار غزة بشكل كامل.
وأكد رئيس المجلس الأوروبي، خلال كلمته في القمة العربية الطارئة بالقاهرة، التزامه بحل الدولتين، ورفض أي محاولات لتغيير الطابع الديموغرافي في غزة.
