الفجر نيوز
الجمعة 2 مايو 2025 11:56 مـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
الفجر نيوز

مقالات ورأى

اكرم القصاص يكتب: نجيب محفوظ.. صانع الأدب والأمل فى عالم يتغير

لا يحتاج الأديب الكبير نجيب محفوظ مناسبة لتذكره، والكتابة عنه، فهو أديب مصر والعرب العمومى، الذى ارتفع بكتاباته إلى عنان السماء، وتمسك بتواضعه وابتسامته ودأبه حتى آخر لحظات حياته.

نجيب محفوظ الذى رحل فى مثل هذه الأيام بعد حياة حافلة بالإبداع، سعى خلال أعماله الروائية والقصصية لتفكيك تفاصيل المجتمع المصرى بتاريخه المتداخل، وعالمه الممتد، وتظل أعماله شاهدة على التاريخ الاجتماعى للمصريين على مدى ثلاثة أرباع القرن، نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد الباشا «11ديسمير 1911 – 30 أغسطس 2006»، قاربت حياته القرن، ظل يكتب منذ الثلاثينيات من القرن العشرين حتى بداية الألفية، وسعى فى أعماله الكبرى مثل الثلاثية أو القاهرة الجديدة إلى تحليل اجتماعى بنكهة سياسية لعالم ما بين الحربين، وزخم ثورة 1919، وأحلام المصريين فى الاستقلال والتقدم.

ومن المفارقات أن قارئ نجيب محفوظ يكتشف أن بدايات القرن العشرين حملت نفس الصراعات والانقسامات والأسئلة، التى استمرت طوال القرن وانتقلت إلى الزمن الحالى، فالثلاثية تقدم وصفا تفصيليا للثوار والانتهازيين، والسياسيين، والعشاق، والظرفاء، والانتهازية القائمة على التسلط فى «القاهرة الجديدة»، و«بداية ونهاية» تكشف أعمق طموحات الإنسان وعلاقته بالفقر والطموح، والانتهازية، وفى ميرامار و«ثرثرة فوق النيل» قدم وصفا لعالم السياسة بتعقيداته ونقدا للتنظيم السياسى، وفى «السمان والخريف» قدم تفصيلا لعالم السلطة والنفوذ، وسعى للبحث عن العدل فى «الحرافيش» مع محاولة للبحث فى أعماق عالم السياسة والرغبة والقدرة، وتظل قدرته مبهرة على التقاط الخطوط الفاصلة والموصلة بين النضال والانتهازية، ليبقى قادرا على النظر إلى عالم يتغير لكنه يحمل ثوابت تتكرر.

شخصيات نجيب محفوظ يمكن أن نرى مثلها فى الشوارع والحوارى والأزقة، فهو يقدم خلاصة أجيال وتراكمات وأنواع من البشر المتناثرين والضعفاء والانتهازيين، محفوظ لم يكن يحمل مطرقة قاض، ولا ادعاء نيابة، إنما كان يقدم الواقعة برواية نيابة تارة، ومحام تارة أخرى، ليرسم صورة لا تدعو للاتهام، لكنها محاولة للفهم.

فى رواياته عن قاهرة ما بين الحربين يرصد نشأة الفاشية، وانتشار البطالة والبؤس والفقر.. قاهرة الطبقة المتوسطة الصغيرة، الموظفين والطلبة، ويذهل من يكتشف أن نفس الصراعات والاختلافات والأسئلة التى كانت فى بدايات القرن العشرين استمرت وعبرت مع الأجيال، لتبقى الأسئلة قائمة، وحتى حيرة الشخصيات، وانتهازية بعضها، وعدمية البعض الآخر.

هذا الفيلسوف الحكيم، الموظف المراوغ المتسامح، لم يتنازل عن إيمانه بالحرية والعدل، حتى الذين حاولوا اغتياله، حاول أن يجد لهم تبريرا، وهو الذى عاش يحاول البحث عن أسباب لمأساتهم هم وغيرهم، وكان طبيعيا أنهم لم يقرأوا له حرفا.

يحرص محفوظ على أن يقدم الشخصيات كما هى لا كما يريدها. فأحفاد أحمد عبدالجواد اليسارى واليمينى والمتطرف والإرهابى والموظف والبصباص والمزواج والعدمى، مثلوا بذور أجيال الحيرة والانقسام داخل العقل المصرى، يخوضون نفس الصراعات، ويبدو أنهم سيواصلون الصراع لفترة.

وقدم نجيب محفوظ فى أعماله وصفا عميقا أفقيا ورأسيا للمجتمع المصرى الطبيعى بأغلبيته، بجانب أعمال فلسفية تناقش القضايا الوجودية والإنسانية والغاز وتساؤلات الإنسان، قدم هذا ببراعة فى «أولاد حارتنا»، وبعد عقد من الزمن قدم «الحرافيش»، ليطرح تساؤلات متقاطعة، أثارت حوله زوابع الفهم الخاطئ، لكنه بقى متمسكا بثابت واحد طوال عمره، وهو الاعتراف بأن العلم هو الطريق الأهم لطريق الأمل، وبقى نجيب محفوظ صانعا للأدب العظيم وتاريخ مصر الاجتماعى، وصانعا للأمل فى استمرار الحياة إلى الأمام.

نقلا عن اليوم السابع

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.7467 50.8467
يورو 57.7243 57.8432
جنيه إسترلينى 67.7823 67.9362
فرنك سويسرى 61.4813 61.6398
100 ين يابانى 35.4822 35.5621
ريال سعودى 13.5288 13.5562
دينار كويتى 165.5736 165.9541
درهم اماراتى 13.8150 13.8441
اليوان الصينى 6.9838 6.9984

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5291 جنيه 5269 جنيه $103.80
سعر ذهب 22 4850 جنيه 4830 جنيه $95.15
سعر ذهب 21 4630 جنيه 4610 جنيه $90.83
سعر ذهب 18 3969 جنيه 3951 جنيه $77.85
سعر ذهب 14 3087 جنيه 3073 جنيه $60.55
سعر ذهب 12 2646 جنيه 2634 جنيه $51.90
سعر الأونصة 164582 جنيه 163871 جنيه $3228.62
الجنيه الذهب 37040 جنيه 36880 جنيه $726.62
الأونصة بالدولار 3228.62 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى