الفجر الجديد
الأحد 23 نوفمبر 2025 01:20 مـ 3 جمادى آخر 1447 هـ
الفجر الجديد

مقالات ورأى

أحمد الخميسي يكتب: لاعبون بالأقدام .. ومبدعون بالأقلام

يبدو أن الحياة قادرة على إدهاش الانسان مهما تقدم به العمر. هذا ما حدث عندما قرأت أن المسئولين في النادي الأهلي يتفاوضون مع أحد نوادي الكرة القطرية على بيع لاعب مصري لقطر بأربعة مليون دولار، أي بنحو 130 مليون جنيه. خطر لي أن أدباء مصر ومفكريها جميعا لم يتلقوا معا ومجتمعين، مثل ذلك المبلغ مقابل عملهم الأدبي والفكري، منذ نهضة الحركة الثقافية في عشرينيات القرن الماضي وإلى يومنا، أي على مدى مئة عام. ويمكن أن نحسب مصاريف توفيق الحكيم في حياته ومصاريف يحيي حقي والمازني وطه حسين والفريد فرج ويوسف ادريس وغيرهم، والمؤكد أنها لن تصل مجتمعة إلى ربع الرقم الذي حصل عليه لاعب كرة قدم في دقائق. هناك فرق مهول بين الذين يبذلون عصارة أقدامهم وبين الذين يبذلون عصارة فكرهم. وعندما توفي عباس العقاد عام 1964، لم يجدوا لديه سوى خمسة وعشرين قرشا ورقية تحت وسادته بعد أن ترك نحو مئة كتاب وأكثر من 15 ألف مقال! والسبب الحقيقي في تلك الفوارق الضخمة هو قوانين السوق، ذلك أن السوق يغدق على من يشتغلون في الأنشطة التجارية الرائجة شعبيا القادرة على حصد الأموال، وبداهة فإن مباريات كرة القدم تحصد الملايين بحكم أعداد من يحضرونها ومن يشاهدونها وأسعار البطاقات، وعائد البث التلفزيوني، ولأنها علاوة على كل ذلك ترفع أرباح الفنادق والمطاعم وخدمات أخرى حيث تجري. لكن أي ربح كان يمكن أن يجنيه كتاب طه حسين " في الشعر الجاهلي" عام 1926؟ أو رواية بهاء طاهر" خالتي صفية والدير" عام 1991؟ لا شيء ما عدا المتاعب مقترنة أحيانا بملاحقة السلطات، ذلك أن الأدب سلعة غير رائجة في السوق، الاقبال عليها ضئيل جدا، عكس الرياضة التي يدفع الملايين لأجل حضورها الكثير، لأنها تخاطب في الناس شيئا أصيلا خلق معهم وهو حب اللعب دفعا لأعباء الحياة. ولا يمكن للثقافة أن تكون نشاطا جماهيريا جذابا إلا في مناخ يقدس الثقافة وينشرها بين الناس منذ الصغر، في التعليم، والتلفزيون، والصحف، بحيث يستطيع أصحاب الأقلام أن يحصلوا على بعض مما يحصل عليه أصحاب الأقدام، حين تصبح الثقافة سلعة رائجة، وليس مجرد بضاعة صغيرة من نخبة كتاب قليلين الى نخبة أقل من القراء. من ناحية أخرى فإن الأجور الخيالية التي يحصل عليها اللاعبون والمدربون تجعل الشبان ينظرون إلي اللاعبين بصفتهم نموذج النجاح المادي والمعنوي الذي ينبغي أن يتتبعوا خطواته. وبطبيعة الحال فلا أحد ضد الرياضة ولا ضد إشباع الميول الجماهيرية للعب والاسترخاء وفورات حماسة تشجيع الفرق الرياضية، لكن إلى جانب ذلك يجب أن نشق الطريق لكي يصبح أصحاب الأقلام أيضا قدوة يتطلع إليها الشبان. ومنذ زمن كتب توفيق الحكيم يقول" انتقلنا من عصر الأقلام إلى عصر الأقدام"، وقد آن الأوان لكي نوازن ما بين الهموم الفكرية والهموم الجماهيرية، بحيث لا تدهشنا الحياة بأن ثمن أحد اللاعبين يصل الى أربعة ملايين دولار، بينما عاش معظم الأدباء في ضائقة مست أهم مستلزمات حياتهم، حتى أن شاعرا مثل عبد الحميد الديب كان يسكن حجرة في باب اللوق ولم يكن قادرا على دفع ايجارها وهو ثمانون قرشا، فكتب يقول: " ثمانون قرشا أهلكتني كأنها .. ثمانون ذنبا في سجل عذابي"، وكتب يصف حالته على العموم: " هام بي الأسى والبؤس حتى .. كأني عبلة والبؤس عنتر " !

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى20 نوفمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.4035 47.5035
يورو 54.5709 54.6908
جنيه إسترلينى 61.8948 62.0444
فرنك سويسرى 58.6895 58.8425
100 ين يابانى 30.0688 30.1342
ريال سعودى 12.6393 12.6666
دينار كويتى 154.1779 154.5534
درهم اماراتى 12.9056 12.9363
اليوان الصينى 6.6630 6.6775

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6225 جنيه 6200 جنيه $130.72
سعر ذهب 22 5705 جنيه 5685 جنيه $119.83
سعر ذهب 21 5445 جنيه 5425 جنيه $114.38
سعر ذهب 18 4665 جنيه 4650 جنيه $98.04
سعر ذهب 14 3630 جنيه 3615 جنيه $76.25
سعر ذهب 12 3110 جنيه 3100 جنيه $65.36
سعر الأونصة 193555 جنيه 192840 جنيه $4065.87
الجنيه الذهب 43560 جنيه 43400 جنيه $915.04
الأونصة بالدولار 4065.87 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى