الفجر الجديد
الأحد 23 نوفمبر 2025 12:13 مـ 3 جمادى آخر 1447 هـ
الفجر الجديد

مقالات ورأى

أكرم القصاص يكتب: مصر والسعودية فى القمة العربية.. الحوار بديلا عن الصراع والاستقطاب

على مدى العقود الأخيرة، كانت القمم العربية تنعقد وتنفض من دون مواقف واضحة، دائمًا كانت هناك تحديات متعددة، لكن مع العقد الثانى من الألفية واجهت الدول العربية والإقليم تحديات وجودية وصراعات داخلية، أطاحت بالبنية الأساسية، والمقدرات الحياتية، وأنتجت إرهابًا ولاجئين، خلال 12 عامًا واجه الإقليم اضطرابات وصراعات، اجتاحت الاضطرابات دولا عربية كبرى مثل سوريا واليمن وليبيا ومؤخرًا السودان، وقبلها تسبب الغزو الأمريكى للعراق فى فوضى ساهمت فى نشوء الإرهاب، فى وقت كان العالم يعيد تشكيل نظام عالمى مختل ومزدوج، عجز عن منع التداعيات الخطرة، توقف انعقاد القمة العربية ثلاث سنوات بسبب جائحة كورونا وانعقدت فى الجزائر نوفمبر الماضى، ثم تأتى القمة 32 فى جدة، وسط رغبة عربية كبيرة فى تخطى هذه التحديات واستغلال الفرص المتاحة لبناء مواقف عربية يمكنها الصمود فى عالم يشهد تغيير فى شكل وترتيب المصالح، مع رغبة لدى دول عربية مختلفة فى بناء تجاربها فى التنمية والتقدم، انطلاقًا من إمكانياتها ومصالحها، بعيدًا عن أى استقطابات أو تقاطعات دولية.

سبقت القمة فعاليات عربية وإقليمية، كشفت عن رغبة عربية فى بناء مواقف تكون قادرة على الصمود وسط الصراع والاستقطاب، خاصة مع وجود تحولات تفرض على الدول العربية اتخاذ مواقف دقيقة من الحرب فى أوكرانيا أو التكتلات الاقتصادية والتجارية، حتى يمكنها صياغة مصالحها ومصالح شعوبها بشكل يضمن الابتعاد عن أى مواقف منحازة.

فقد انعقدت قمة جدة للأمن والتنمية فى يوليو 2022، وتضمنت كلمات ومواقف تدعم الشراكة العربية لدعم الاستقرار وضمان المصالح والبعد عن الاستقطابات. وفى ديسمبر الماضى انعقدت القمة العربية الصينية الأولى، وبقدر ما كان الاقتصاد هو العامل الأساسى للتفاعل فى القمة العربية الصينية، كانت السياسة فى خلفية الصورة، باعتبار الصين قوة لها تأثير فى القرار الدولى، يمكن أن يلعب دورًا فى إعادة توازن السياسة الدولية، وجاءت كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى القمة العربية الصينية الأولى، واضحة فى الدعوة لإقرار نظام عالمى أكثر عدالة، بناءً على مبادئ الشراكة والتعاون، وعدم التدخل فى شؤون الدول، وهى نقاط تضمنها البيان الختامى للقمة العربية الصينية. وفى كلمته بالقمة 32، أكد الرئيس السيسى، أن الاعتماد على جهودنا المشتركة، وقدراتنا الذاتية، والتكامل فيما بيننا، لصياغة حلول حاسمة لقضايانا أصبـح واجبا ومسـؤولية، كما أن تطبيق مفهوم العمل المشترك، يتعين أن يمتد أيضًا، للتعامل مع الأزمات العالمية لإصلاح منظومة الحوكمة الاقتصادية العالمية، وفى القلب منها مؤسسات التمويل، وبنوك التنمية الدولية التى ينبغى أن تكون أكثر استجابة، لتحديات العالم النامى أخذًا فى الاعتبار أن حالة الاستقطاب الدولى، أصبحت تهدد منظومة «العولمة»، التى كان العالم يحتفى بها وتستدعى للواجهة، صراعا لفرض الإرادات، وتكريس المعايير المزدوجة، فى تطبيق القانون الدولى».

وتأتى القمة 32 وسط استمرار التحديات واتخاذها أشكالا جديدة مع استمرار التوترات فى الأراضى الفلسطينية، وهو ما أكد عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى: «أعمال التصعيد غير المسؤولة، من قبل إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية، وآخرها ما شهده قطاع غزة، وتؤكد مصر استمرار جهودها لتثبيت التهدئة»، وقال الرئيس «من الملائم، أن نعيد اليوم تأكيد تمسكنا بالخيار الاستراتيجى، بتحقيق السلام الشامل والعادل، من خلال مبادرة السلام العربية، وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، ومطالبة إسرائيل بإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية». ولفت الأمير محمد بن سلمان إلى أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت قضية العرب والمسلمين المحورية».

وبجانب هذا التحدى المزمن، هناك القضايا العربية المزمنة والتى تفرض ظلالها على القمة، وهى الأوضاع فى سوريا واليمن وليبيا، وهى قضايا تتطلب تنسيقًا للمواقف، للدفع بمسارات سياسية، وسط تشابكات معقدة لكل موضوع على حدة، ويتطلب هذا السعى إلى مناقشات تهدف للتوافق على سيناريوهات لمسارات سياسية تخرج هذه الدول من نفق الصراع إلى آفاق الحل السياسى.

وقد مثلت عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية خطوة تسهل دعم المسارات السياسية، بعد التأكد أن الصراع لا يمكن أن ينتج إلا صراعات ولاجئين ودمارًا وفوضى، وهو ما لخصه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته أمام القمة قائلا «ولا يستقيم أن تظل آمال شعوبنا، رهينة للفوضى، والتدخلات الخارجية، التى تفاقم من الاضطرابات، وتصيب جهود تسوية الأزمات بالجمود»، وقال ولى العهد السعودى بكلمته «لن نسمح بأن تصبح منطقتنا ميدانا للصراعات، ويكفينا سنوات من الصراع عانت فيها شعوبنا».

وهو رأى يعكس حجم التنسيق والتوافق بين مصر والدول العربية، والمملكة العربية السعودية ورغبة فى تخطى هذه المرحلة والعودة إلى الحوار، حيث أكد ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، فى كلمته «أن قرار استئناف مشاركة سوريا فى مجلس جامعة الدول العربية يسهم فى استئناف دورها الطبيعى فى الوطن العربى بما يحقق الخير لشعبها»، مؤكدا «أن المملكة تأمل فى أن تكون لغة الحوار هى الأساس فى الحفاظ على وحدة السودان وأمن شعبها».

وفى كلمته، أكد الرئيس السيسى «أن مصر، ستدعم بكل الصدق والإخلاص، جميع الجهود الحقيقية، لتفعيل الدور العربى إيمانًا منها، بأن المقاربات العربية المشتركة، هى الوسيلة المثلى، لمراعاة مصالحنا، وتوفير الحماية الجماعية لشعوبنا، ودفع مسيرة التنمية خطوات كبيرة للأمام».

نحن أمام تحول فى المواقف العربية، توازيًا مع مشروعات وطموحات للتنمية والتقدم بعيدًا عن الاستقطابات والانحيازات الدولية.

نقلا عن اليوم السابع

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى20 نوفمبر 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 47.4035 47.5035
يورو 54.5709 54.6908
جنيه إسترلينى 61.8948 62.0444
فرنك سويسرى 58.6895 58.8425
100 ين يابانى 30.0688 30.1342
ريال سعودى 12.6393 12.6666
دينار كويتى 154.1779 154.5534
درهم اماراتى 12.9056 12.9363
اليوان الصينى 6.6630 6.6775

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 6225 جنيه 6200 جنيه $130.72
سعر ذهب 22 5705 جنيه 5685 جنيه $119.83
سعر ذهب 21 5445 جنيه 5425 جنيه $114.38
سعر ذهب 18 4665 جنيه 4650 جنيه $98.04
سعر ذهب 14 3630 جنيه 3615 جنيه $76.25
سعر ذهب 12 3110 جنيه 3100 جنيه $65.36
سعر الأونصة 193555 جنيه 192840 جنيه $4065.87
الجنيه الذهب 43560 جنيه 43400 جنيه $915.04
الأونصة بالدولار 4065.87 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى