الفجر نيوز
الجمعة 2 مايو 2025 08:51 مـ 5 ذو القعدة 1446 هـ
الفجر نيوز

مقالات ورأى

الدكتور مصطفي الفقي.. يكتب مصر التى كانت.. حفلات أم كلثوم نموذجا

فرض على الحظر الاختيارى بسبب وباء 2020 أن أقضى فترات طويلة فى المنزل وأن أتابع التلفاز الذى لا أشاهده كثيرًا، واتجهت إلى المحطات التليفزيونية التى تعيد برامج الماضى وتجتر ذكريات الزمن الذى رحل، وأصبحت أقضى كل ليلة مع إحدى سهرات أم كلثوم فى حفلاتها خلال الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وقد كان صوتها الذى يشدو والنغم الذى يصدح مثارًا لرفع المعنويات والانتصار على المخاوف الناجمة عن الكورونا اللعينة، وكان أكثر ما شد انتباهى ولفت نظرى وطرح عددًا من التساؤلات أمامى هو مظهر الحاضرين من أبناء الطبقة المتوسطة المصرية الذين يحتشدون رجالًا ونساءً بشكل متحضر وملابس لائقة، ولاحظت وجود السيدات السافرات مع أزواجهن يجلسن فى احترام ووقار قبل أن يتحول المجتمع المصرى مائة وثمانين درجة عقب نكسة عام 1967 وما تلاها بعدة سنوات من اختلاف الأردية وظهور أغطية الرأس للنساء، بحيث أصبحنا أمام تغيير يصعب تفسيره إلا بأمر واحد وهو أن المصريين توهموا أن ذلك هو طريق الخلاص من آثار نكسة يونيو وأسبابها، ومازلت أتذكر وأنا طالب فى الجامعة فى النصف الأول من ستينيات القرن الماضى أن زميلاتنا فى الكلية كن يرتدين الملابس القصيرة ويتصرفن بحرية كاملة ولم أشهد حادث تحرش واحدا طوال سنوات دراستى الجامعية الأربع، بل كنا نجلس فى كافيتريا الكلية ومعنا زملاء من كليات أخرى ويسودنا جميعًا روح الوئام والبساطة والمحبة، وبحكم موقعى كرئيس لاتحاد طلاب الكلية لم تصلنى شكوى واحدة عن تصرف غير لائق سواء فى مبنى الكلية أو الكافيتريا أو فى استاد الجامعة أو خلال إحدى الرحلات الترفيهية للأسر الجامعية، وهى نفسها مصر التى تذكرتها وأنا أشاهد حفلات «الست» التى يذيعها التلفاز عن تلك الفترة الذهبية من الليبرالية الاجتماعية رغم تراجع الليبرالية السياسية، وذلك أمر يطرح التساؤل المشروع ويثير الدهشة، فقد كان للديمقراطية نمط خاص بالعصر الناصرى يرتبط بكاريزما القائد وأبوية الزعيم، ورغم غياب المشاركة السياسية الواسعة والاقتصار على تنظيم سياسى واحد فى ظل تحالف قوى الشعب العاملة إلا أننا شعرنا بأن رد الفعل الأخلاقى داخل المجتمع كان يبدو سليمًا وصحيًا ومتماشيًا مع روح العصر وتطور الحياة، ولكن الدنيا اختلفت والأمور تبدلت وظهرت تعبيرات جديدة مثل ال تحرش فى أماكن العمل والدراسة بل فى الشارع خصوصًا فى المناسبات والعطلات والأعياد، وذلك معناه أننا أغلقنا أبوابًا ففتحت نوافذ، وأن نظامنا التعليمى قد تراجع، وأن ثقافتنا قد تقهقرت فكان ما شهدناه بعد ذلك منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى حتى الآن، وبالمناسبة فأنا ضد النقاب مائة بالمائة ولكننى لست ضد الحجاب فتلك حرية شخصية فى وقت يبدو فيه اللجوء إلى النقاب مراوغة أمنية، كما أن غطاء الرأس للمرأة لم يكن دائمًا لأسباب دينية ولكنه كان تعبيرًا عن الاحتشام لدى الأسر المحافظة ولا بأس من ذلك أيضًا، فإذا كنا نقبل المايوه على الشواطئ فإننا نقبل الحجاب فى الشوارع شريطة ألا يكون ذلك معيارًا للأخلاق الحميدة وأن ما عداه رجس من عمل الشيطان، ولعلى أسوق هنا بعض الآراء:

أولًا: هناك من يرى أن المؤسسة الدينية ورجال الدين خارجها لم يبذلوا جهدًا حقيقيًا فى خدمة صحيح الإسلام ووسطية الدعوة رغم اعترافنا بما قدمه الأزهر الشريف عبر القرون، إلا أن المقارنة بين ما يقدمه فى جانب وبين حركة المجتمع ومسار التاريخ فى جانب آخر لا تبدو متكافئًة خصوصًا أن الإسلام يتعرض لسهام مسمومة من اتجاهات مختلفة تحاول ربط ذلك الدين بالماضى وحده وعزله عن الحاضر والمستقبل وتصويره على أنه لا يواكب التطور، وأنه أصبح عصيًا على التجديد وذلك بالطبع افتراء واضح، ف الإسلام جعل التفكير فريضة وأعلى قيمة العقل وأقر أن ما تجمع عليه الأمة هو الحق، لذلك فإن إلقاء المسئولية على الدين الإسلام ى هو ظلم وعبث ولكن قد تقع المسئولية على قلة من رجاله داخل المؤسسة الدينية الرسمية أو أكثرية خارجها، فقد تعرض الإسلام فى السنوات الأخيرة لهجمة شرسة من فتاوى يطلقها من هم غير مؤهلين لها فضلًا عن تفسيرات مغلوطة لمبادئ ذلك الدين العظيم على نحو سمح باجتراء غير المسلمين على الرسالة المحمدية والتطاول على رسولها الكريم صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: إن تقاليد مصر الاجتماعية تميزت بالثبات عبر القرون فى قاطرة منتظمة تشدها الطبقة المتوسطة المصرية، ومرة أخرى أقول إننى عندما أشاهد حفلات أم كلثوم القديمة أشعر بأننا الآن فى عالم آخر ودنيا مختلفة، فلم يكن الوقار مرتبطًا بزى معين أو نمط خاص فقد كانت حرية اختيار الملابس مسألة شخصية فى إطار الاحتشام التقليدى واحترام قيم المجتمع ولم تكن هناك محاولات لإقحام الدين فى هذا الشأن، لذلك فإننى أنظر إلى تلك الأيام الخوالى باعتبارها النموذج الحقيقى للشخصية المصرية فى القرن العشرين.

ثالثًا: إن الدعوة إلى تجديد الخطاب الدينى يجب ألا تؤخذ بالحساسية التى ألاحظها لدى بعض كبار علمائنا الأجلاء، فثوابت الدين بدءًا من الكتاب والسنة المطهرة وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وتوقير الصحابة هى أمور لا يتعرض لها التجديد ولكنه يسعى فقط لإزالة الشوائب ونفض غبار السنين عن الشريعة السمحاء ووضعها فى مكانها اللائق بعيدًا عن التجاوزات والاختلاقات والدعاوى الباطلة، ولذلك فإن مصر الإسلام ية تبدو على حق وهى تدعو للتجديد فى أساليب الدعوة وأنماط التفسير دون مساس بجوهر العقيدة ولكن فى محاولة لتحرير العقل الإسلام ى وإطلاقه ليواكب روح العصر بل يسبقه أحيانًا بفضل الرؤية البعيدة والنظرة الشاملة للشريعة الإسلام ية والفقه الصحيح المتفق عليه.

إن جوهر الإسلام ينطق بغير مانراه حاليًا، فهو دين صالح لكل زمان ومكان ولكن حرروا العقول وافتحوا القلوب واحتفوا بالآخر وتعاونوا مع الغير خصوصًا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!..نقلا عن صحيفة الأهرام

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى30 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 50.7467 50.8467
يورو 57.7243 57.8432
جنيه إسترلينى 67.7823 67.9362
فرنك سويسرى 61.4813 61.6398
100 ين يابانى 35.4822 35.5621
ريال سعودى 13.5288 13.5562
دينار كويتى 165.5736 165.9541
درهم اماراتى 13.8150 13.8441
اليوان الصينى 6.9838 6.9984

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5297 جنيه 5274 جنيه $103.99
سعر ذهب 22 4856 جنيه 4835 جنيه $95.33
سعر ذهب 21 4635 جنيه 4615 جنيه $90.99
سعر ذهب 18 3973 جنيه 3956 جنيه $78.00
سعر ذهب 14 3090 جنيه 3077 جنيه $60.66
سعر ذهب 12 2649 جنيه 2637 جنيه $52.00
سعر الأونصة 164760 جنيه 164049 جنيه $3234.57
الجنيه الذهب 37080 جنيه 36920 جنيه $727.96
الأونصة بالدولار 3234.57 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى