إنجاز تاريخي بذكريات التسعينيات.. منتخب مصر يعود إلى كأس العالم تحت قيادة حسام حسن

عاد منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم بعد غياب استمر ثمانية أعوام، ليكتب تحت قيادة حسام حسن فصلًا جديدًا في تاريخ الكرة المصرية، بعدما قاد الفريق إلى مونديال 2026، ليصبح أول مصري يحقق هذا الإنجاز لاعبًا ومدربًا، في محطة استثنائية تمزج بين الخبرة والطموح.
نجح المنتخب الوطني في حسم بطاقة التأهل مبكرًا، عقب فوزه على جيبوتي بثلاثية نظيفة في اللقاء الذي جمع بينهما مساء الأربعاء ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الإفريقية، ليرفع رصيده إلى 23 نقطة في صدارة المجموعة الأولى، ويؤكد حضوره في الحدث الكروي الأكبر في العالم.
منذ توليه القيادة الفنية في فبراير 2024، أعاد حسام حسن رسم ملامح الفريق بخطوات ثابتة، فبدأ مشواره بمشاركة المنتخب في بطولة ودية داخل مصر، حيث تغلب على نيوزيلندا بهدف نظيف، ثم قدّم أداءً مقنعًا أمام كرواتيا رغم الخسارة (2-4)، ما شكّل نقطة انطلاق لمشروع فني متكامل يرتكز على الانضباط والروح القتالية، ليقود الفراعنة بعد ذلك لمسيرة قوية في التصفيات.
وخاض المنتخب تحت قيادة العميد 15 مباراة رسمية، حقق خلالها 10 انتصارات، وتعادل في 4 مناسبات، وتعرض لهزيمة واحدة فقط، بينما أحرز لاعبوه 26 هدفًا واستقبلت شباكه 8 أهداف، في سجل رقمي يعكس ثبات المستوى وتوازن الأداء خلال مختلف مراحل المنافسة.
وعلى صعيد التصفيات، فرض المنتخب سيطرته المطلقة على المجموعة الأولى، فاستهل المشوار بفوز كبير على جيبوتي (6-0)، ثم تغلّب على سيراليون (2-0) في الجولة الثانية، قبل أن يحقق انتصارًا مهمًا على بوركينا فاسو (2-1) في الثالثة. وفي الجولة الرابعة خرج بتعادل ثمين مع غينيا بيساو (1-1)، ثم فاز على إثيوبيا (2-0) بهدفي صلاح وزيزو من ركلتي جزاء في الخامسة.
واستمر الفريق في نسق تصاعدي، فحقق فوزًا جديدًا على سيراليون (1-0) في الجولة السادسة، وتغلب مجددًا على إثيوبيا (2-0) في السابعة، ثم تعادل سلبيًا مع بوركينا فاسو في الثامنة، قبل أن يحسم التأهل رسميًا بالفوز على جيبوتي (3-0) في الجولة التاسعة، بفضل ثلاثية سجلها إبراهيم عادل ومحمد صلاح الذي أحرز هدفين.
ودخل حسام حسن التاريخ من أوسع أبوابه بعدما أصبح رابع مدرب يقود مصر إلى المونديال، بعد جيمس ماكراي (1934)، ومحمود الجوهري (1990)، وهيكتور كوبر (2018)، كما عادل إنجاز الجوهري كمدرب وطني، ليمنح الجماهير المصرية تذكرة العودة إلى كأس العالم بعد انتظار طويل.
كما بات منتخب مصر رابع المنتخبات العربية التي تحجز مقعدها في نهائيات 2026، ليمهّد الطريق لمرحلة جديدة من المنافسة على أعلى المستويات، في وقت يعكس فيه هذا التأهل مزيجًا من العمل الفني المنظم والدعم الجماهيري الكبير.