بعد استهداف حماس في الدوحة.. قطر تطالب الإمارات بإغلاق سفارتها في تل أبيب

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الخميس، عن تحركات دبلوماسية غير مسبوقة تقودها قطر تجاه الإمارات، تطالبها باتخاذ إجراءات حازمة ضد إسرائيل، في أعقاب ضربة عسكرية إسرائيلية استهدفت مواقع تابعة لحركة حماس داخل الأراضي القطرية، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ توقيع اتفاقيات التطبيع المعروفة بـ"الاتفاقيات الإبراهيمية".
ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن مصادر خليجية رفيعة، فإن الدوحة طلبت من أبو ظبي إغلاق سفارتها في تل أبيب، ووقف كافة أشكال التعاون الدبلوماسي مع إسرائيل، كجزء من رد دبلوماسي انتقامي على ما اعتبرته قطر "عدوانًا مباشرًا" على سيادتها.
وبحسب المصادر، فإن القيادة القطرية تعتبر أن ما جرى لا يمكن فصله عن موقف الولايات المتحدة، التي تحتفظ بواحدة من أكبر قواعدها العسكرية في المنطقة داخل قطر – قاعدة العديد – إذ اعتُبر الاستهداف الإسرائيلي فشلًا استخباراتيًا وأمنيًا أمريكيًا في توفير الحماية أو التحذير المسبق.
الصحيفة العبرية لفتت إلى وجود حالة من الإحباط المتزايد داخل القيادة الإماراتية من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وسط شعور بأن الأخير لا يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، بل يستغل اتفاقات التطبيع لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، ثم يتجاهل شركاءه الإقليميين.
وأشارت هآرتس إلى أن هناك تنسيقًا مستمرًا بين قطر والإمارات بشأن الردود الممكنة، على الرغم من وجود توترات تاريخية بين الجانبين، ما يعكس تغيّرًا ملحوظًا في موازين المصالح الإقليمية.
كما أضاف التقرير أن من بين أبرز المخاوف الخليجية، الدعوات المتصاعدة داخل الحكومة الإسرائيلية لـ ضم الضفة الغربية بشكل رسمي، وهو ما ترى فيه الإمارات تهديدًا مباشرًا لمسار التطبيع ومصداقيته أمام الشعوب العربية والإسلامية.
أفادت المصادر الدبلوماسية أن قطر لن تمرر الهجوم الإسرائيلي مرور الكرام، كما فعلت في الحادثة السابقة عندما ردت بشكل محدود على الهجوم الإيراني "الوهمي" على قاعدة العديد في يونيو الماضي، والذي كان حينها رداً على ضربات أمريكية استهدفت منشآت نووية في إيران.
الدوحة، بحسب التقرير، تُفكر الآن في اتخاذ إجراءات متعددة ذات طابع دفاعي ودبلوماسي، تشمل إعادة تقييم اتفاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن، خاصة بعد أن تأكدت – حسب قولها – من وجود وثائق تثبت أن إسرائيل والولايات المتحدة هما من طلبا من قطر استضافة قادة حماس الذين فرّوا من سوريا بعد اندلاع الحرب هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقة بين قطر والولايات المتحدة تمر بـ مرحلة توتر حقيقي، قد تدفع الدوحة نحو البحث عن تحالفات بديلة مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا، حال استمرت السياسة الأمريكية في تجاهل المخاوف الأمنية القطرية، خصوصاً ما يتعلق بالسيادة على أراضيها.
وتابعت الصحيفة أن الهجوم الأخير أثار تساؤلات عميقة داخل الدوائر الأمنية الخليجية، حول قدرة القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة العديد على كشف التهديدات الموجهة نحو حلفائها، حيث لم يتم إطلاق أي تحذيرات مسبقة، ما اعتُبر فشلاً استخباراتيًا صارخًا.
في المقابل، تلتزم إسرائيل الصمت التام تجاه هذه الاتهامات، في وقت تتصاعد فيه التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة، مع انكشاف هشاشة التحالفات، وتقلّص هامش المناورة لدى الدول التي سارت في ركب التطبيع دون ضمانات حقيقية للأمن الإقليمي.